هنيئا للفتاة الليبية

11/7/2010, 3:13 am

هنيئاً لك أيتها الفتاة الليبية وكثر الله من أمثالك

جميل أن تدخل البنت الليبة مجالات العمل بجميع أنواعها في حدود قدراتها ، وخاصة عندما تحل في مكان وتبدع فيه ، وتكون مثالاً رائعاً يفتخر به الرجال قبل النساء في بلدنا الحبيب ليبيا العزيزة الغالية ، وخاصة عندما تعمل في المواقع التي تعتبر خطيرة جداً على المرأة الليبية ومنها الشركات الاجنبية ، لأن القادم من الخارج سواء أكان عربياً أو أجنبياً لا يعرف عادتنا وتقاليدنا ، بل جاء من أجل العمل ، ولكنه عندما يرى أن ليبيا بلد محافظ جداً له عادات وتقاليد يجب على كل من يأتي إليها أن يحترمها ويلتزم بها ، وخاصة موضوع المرأة له حساسية كبيرة جداً ، فالمرأة عندنا كل شيء ، وليس كما عندهم هم .
وقد حدث منذ سنوات بسيطة أن جاءت أحدى الفتيات الخريجات من الجامعة إلى شركة أجنبية ، فهي قد تم تنسيبها إلى الشركة ولكنها لا تعرف شيء عن الشركة فهي أول مرة تدخل العمل فيحياتها ، فجاءت إلى بوابة الشركة الرئيسية بالسيارة صحبة أبيها ، فنزلت من السيارة وهي لابسة لباس متحجب لا يظهر منها شيء ويداها بالقفازات ، فوقفت عند البوابة وقالت : السلام عليكم ، وكان هناك عاملين ليبيين بالبوابة ، فردا عليها السلام ، فبادرت بسؤال غريب بعض الشيء : قالت : الأخوة ليبيين ؟ فقالا لها : نعم والحمد لله ، فقالت : لقد تم تنسيبي إلى هذه الشركة الأجنبية ، وأنا لا أعرف عنها شيء من حيث العمل ولا حتى الأمور الأخرى مثل المواصلات وغيرها ، فقالا لها : تفضلي يا أختي ، فقالت : عندي سؤال ولكن أريد إجابة واضحة عليه واستحلفكم بالله أن تصدقوني الإجابة ، فقالا لها : يا أختي أسئلي ماذا تريدين أن تعرفي لقد حلفتينا أن نصدقك القول ، فقالت : هل هناك بنات ليبيات يعملون في هذه الشركة الاجنبية ، فقالا لها : نعم ، فقالت : ما هي وضعيتهم في الشركة هل هم محجبات أم لا ؟ وهل يعاملونهم الأجانب باحترام أم ماذا ؟
سكت الرجلين الليبيين عن الكلام لجرأة تلك الفتاة ، ولم يردا عليها ، وقالا لها : الله أعلم ، فقالت : لا تريدان الإجابة ، أنا عرفت الآن - ولكن ماذا كان رد فعل الفتاة ، لقد أخرجت الكتاب الذي جاءت به لغرض العمل بالشركة ، ونظرت إلى الرجلين وقالت لهما : شكراً لكما يا أخوتي ، وقامت بتمزيق الأوراق التي جاءت بها بما فيها كتاب التنسيب وقالت : سامحوني يا أخوتي ، وإذا رأيتم يوماً ما إني قد جئت إلى هنا ، فلتكسر رقبتي ، وذهبت ، ورحلت مع أبيها في السيارة التي جاءت بها .
هذا التصرف يدل على أن هناك بعض الناس الذين مازالوا يبحثون عن شرف سمعتهم ، لأنها أغلى شيء عندهم ، لا يبحثون عن مال ، لا يبحثون عن منصب ، لا يبحثون صداقات مريبة ومخزية مع رجل أجنبي لا دين له ولا أخلاق ، لا يبحثون شيء سوى سمعتهم وحفظ شرفهم وشرف عائلاتهم .
طبعاً أنا أطعن في العمل في الشركات الأجنبية أو أحرمها على الفتاة الليبية ، بل بالعكس يجب أن تعمل ولكن في حدود معقولة وأعمال معينة .
أما أن تعمل فتاة ليبية مع رجل أجنبي كسكرتيرة أو مديرة مكتبه أو أي عمل آخر ، ثم يقفل عليها الباب بالقفل بالساعات بحجة العمل الداخلي أو شيء آخر ، وخاصة المرتبات التي تتقاضاه الفتيات في الشركات الأجنبية أعلى من أي رجل مهما كان مستواه أوخبرته ، فهنا لك أن تفكر لماذا ذلك ؟

شكراً لكم