بلادي

بلادي جنة ُالبلْدانْ
سحْرٌ وروعةٌ فيها
أرجوكَ ربي يارحْمن
منْ كُل شر احميها
ففي رُبوعها وجدْتُ الأمانْ
والدفء بينَ شواطيها
وعطرُ النرجس والريحانْ
يفوحُ منْ روابيها
وكمْ طيراً غرد ألحانْ
بإعجاب يُحييها
أرى الجمالَ في كُل مكانْ
كنور شمس يُغطيها
وكُل رُكن منَ الأركانْ
يرْوي أصالةَ ماضيها
قديماً غزاها الأسبانْ
طمعاً في خير أراضيها
ثُم سلموها لفُرسانْ
قديس جاروا عليها
وطردهُمْ آلُ عُثمانْ
ليبْدأ حُكمُهُمْ فيها
وأداقوا أهلها منَ الهوانْ
ضروباً لستُ أُحصيها
ثُم جاءها الطليانْ
وقريسياني بالشر ينويها
وأجْبروا سلاطينَ عُثمانْ
على مُغادرة أراضيها
ووقعوا مُعاهدةَ لُوزانْ
ليظْمنوا بقَائهُمْ فيها
وظنوا أن الأمْرَ هانْ
وليسَ لها منْ يحْميها
لكن أبنائها الشُجعانْ
وقفوا في وجه غازيها
بقُلوب يمْلؤُها الإيمانْ
وكُلُ عزْم الكوْن فيها
ورُوحٌ بالموت تُستهانْ
بجنان الخُلد يُمنيها
جباهٌ لاتحْني لأي كانْ
إلا لخالقها وباريها
ففَروا منها كالجردانْ
لاتجدُ جُحوراً تأْويها
تجُرُ أديالَ الخُسرانْ
والقهْرُ باد عليْها
بلادي هى نبْعُ الحنانْ
ولاشيئ عنْدي يُضاهيها
ستبْقى على مر الزمانْ
مقْبرةً لعاديها
تقولُ سُحْقاً للعُدوانْ
وتُحيي منْ يُجييها
هي الأم والأبُ والخلانْ
وكُلُ معاني الشوق فيها
فالقلمُ يعجزُ واللسانْ
عن وصْف عشْقي إليها
فألفُ شُكر وامتنانْ
أرفعُهُ مني إليها

يسلمو همس